1- أحاديث تتناول شمائل مثل الصبر و الحلم و العفو و الوفاء بالعهد
الأحاديث التي تتناول شمائل الصبر و الحلم و العفو و الوفاء بالعهد هي جزء من بحر الأحاديث التي خلفها لنا النبي صلى الله عليه و سلم ، فقد ترك لنا المصطفى سنة حياة نبوية كاملة و تعد هي المنبع الثاني للتشريع الإسلامي بعد كتاب الله تعالى القرآن الكريم ، و قد تحدث الرسول صلى الله عليه و سلم عن الخصال الحميدة و الشمائل التي يجب أن يتحلى بها المؤمن و أوصى بها و أوجبها على المسلمين لأنها جزء من شخصية المؤمن و دينه و هي وصاية الله لعباده ، فإذا انستقرت هذه الشمائل في كل نفس فإن المجتمع سيقوم و يصح و يزدهر فصلاح المجتمع يقوم على صلاح المرء الذي تحدده هذه الصفات و الخصال و الشمائل .
قد كرس النبي محمد صلى الله عليه و سلم حياته ليوصل لنا رسالة الحق و يهدينا للدرب الصحيح و ينور سبيلنا و قد تحلى نبي الله عليه السلام بأفضل مكارم الأخلاق و الشيم التي من الممكن أن تكون في بشر قط من صدق و صبر و عفو و إحسان ، و سعى الحبيب المصطفى لتوريث هذه القيم فينا و أوصانا بشدة بالتمسك بها و العمل على تجسيدها في طباعنا و ترسيخها في تصرفاتنا و بين ما لها من أثر سواءا كان على الفرد أم على المجتمع .
لهذا علينا أن نعي قيمة هذه الشمائل و نفهمها حق الفهم و ندرك أهميته و نتمسك بها و نحوز عليها و نلصقها في عاداتنا و أخلاقنا و ندمجها بمعارفنا لنسير على نهج الحبيب المصطفى صلوات الله عليه و سلامه .
2- أحاديث تتناول شمائل الرسول محمد صلى الله عليه و سلم
يقول الله تعالى في القرآن الكريم وصفا لنبيه الحبيب : ” و إنك لعلى خلق عظيم ” و هذا دليل قاطع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يملك من الأخلاق و الصفات ما لا يملكه بشر و أن جميع مكارم الأخلاق اجتمعت في شخصه صلوات الله عليه و سلامه ،فالصبر و الحلم و العفو و الوفاء بالعهد و التسامح كانت كلها خصال متجذرة في النبي صلى الله عليه و سلم
و لعل أهم ما عرف به النبي صلى الله عليه و سلم في عصره و اشتهر به بين قومه من الخصال هو الصدق حتى صار يطلق عليه ” الصادق الأمين ” من شدة صدقه و أمانته و ثقة الناس به و بكلمته الحقة ، و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه عن الصدق : ” عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة ، و لا يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، و إياكم و الكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ،و إن الفجور يهدي إلى النار ، و لا يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ” .
كما عرف رسول الله صلى الله عليه و سلم بنيته الصافية الطيبة و قلبه الطاهر النقي و أخلاقه العالية و روحه السامية و مشاعره الصادقة و أمانته الظاهرة ، و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه عن النية و صفاءها : ” إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل إمرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته الدنيا يصيبها أو إمرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ”
3- خمس أحاديث تتناول شمائل الصبر و الحلم و العفو و الوفاء بالعهد
وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم العديد و العديد من الأحاديث التي تتحدث عن الشمائل المختلفة مالصبر و الحلم و العفو و الوفاء بالعهد و حث رسول الله صلى الله عليه عليها و توصيته بها و قد إخترنا في هذا المقال خمسا من أقصر الأحاديث و أوجزها و أوضحها و التي تتحدث عن هذه الشمائل .
- الصبر : و قد دعا الله تعالى و رسوله الكريم عباد الله بتعلم الصبر و إكتسابهم و دلوا الناس على مكانته و أجره الكبير ، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :” إن العين تدمع و القلب يحزن و لا نقول إلا ما يرضى ربنا و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ” و هنا في هذا الحديث نجد موقف صبر عظيم من الرسول الكريم و رضاء بالقدر و عدم إعتراض و كفر .
- الحلم : دعا نبي الله لتحلي بالحلم و توريثه صفة لأبناءنا و أحبتنا ، يقول صلى الله عليه و سلم : ” إني لم أبعث لعانا ، و لكني بعثت داعيا رحمة لهم ، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ” .
- العفو : و اوصانا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعفو عند المقدرة و مقابلة السيئة بالحسنة و قد ضرب لنا أحسن مثال بقصة سيدنا يوسف عليه السلام فيقول الرسول الكريم : ” لا أقول لكم إلا كما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم ، اذهبوا فأنتم طلقاء “.
- الوفاء بالعهد :و قد ألزم رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمنين بأن يفوا بوعودهم و ينفذوا كلمتهم التي وعدوا بها مهما بلغ الأمر ، لأن الوعد وعد و الكلمة كلمة ، فكان صلى الله عليه و سلم يفي بوعوده حتى تلك التي قطعها للكفار ، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :” انصرفا ، نفي لهما بعهدهم ، و نستعين اللهم عليهم ” .
- الحياء : الحياء عند رسول الله صلى الله عليه و سلم هو شيمة المسلم و خصيلته التي ميزه الله بها عن العالمين و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حيي صادقا أمينا ، يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :” كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياءا من العذراء في خدرها ” .
4- حديث عن الصبر
دعا الله تعالى و نبيه الكريم محمد صلى الله عليه و سلم العباد المؤمنين بأن يتحلوا بصفة الصبر ، فالصبر هو سلاح المؤمن على الشدائد و قد وردت العديد من الأحاديث في بيان فضل و ضرورة الصبر .
- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال : ” قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءا ، قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صليا اشتد بلاؤه ، و إن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي في الأرض و ما عليه خطيئة ” .
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” لايتمنى أحدكم الموت لضر أصابه ، إما محسننا فلعله أن يزداد خيرا ، و إما مسيئا فلعله أن يستعتب “.
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” جبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا ، و إن أصابته ضراء فصبر فكان خيرا له ” .
- يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، و إن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا و من سخط فله السخط ” .
5- حديث عن العفو
العفو خصلة من شمائل خير الخلق صلى الله عليه و سلم و صفة من صفات الخالق عز وجل و على الإنسان المؤمن أن يتعلم التحلي بهذه الصفة لكي يستطيع المرور عبر مواقف مختلفة دون أن يظطر للتوقف وكسر نفسه و خسارة علاقاته .
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد و البغضاء هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر لكن تحلق الدين و الذي نفسي بيده لا تدخلوا حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا افلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم ” .
- عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أ رأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ” .
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كأني أنظر للنبي صلى الله عليه و سلم ، يحكي نبيا من الأنبياء ، ضربه قومه فأدموه و هو يمسح الدم عن وجهه و يقول : اللهم إغفر لقومي إنهم لا يعلمون ” .
6 – حديث عن الوفاء بالعهد
ألزم رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمنين بأن يوفوا بعدهم وأن يكونو ا عند كلمتهم مهما بلغ الامر و أن لا يتخلوا عن وعودهم و لا ينسوا عهودهم .
- يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” من كان بينه و بين قوم عهد فلا يشد عقدة و يحلها ، حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء ” .
- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :” إذا جمع الله بين الأولين و الآخرين يوم القيامة ، يرفع لكل غادر لواء ، و يقال هذا غدرة فلان بن فلان ” .
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” إن خيار العباد الموفون المطيبون ” .