1- معنى حسبي الله و نعم الوكيل
” حسبي الله و نعم الوكيل ” هي أول ما نفكر به عند الوقوع في موقع ظلم ، و أول ما نسمع الناس تردده عند المصيبة و الفاجعة ،فهي من أعظم الأدعية التي وردت في الكتاب الشريف و السنة النبوية و أعلى الأدعية التي يستظل بها المظلوم و أقواها ، و هذه الكلمة جاءت حتى على لسان أول الرسل فيقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ” حسبنا الله و نعم الوكيل ، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، و قالها محمد صلى الله عليه و سلم حين قالو : ” إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله و نعم الوكيل “.
فإبراهيم عليه السلام حين كان في بطن النيران قال حسبي الله و نعم الوكيل فأنجاه الله برحمته و جعل النار عليه بردا و سلاما ، و الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة قد قالو ” حسبنا الله و نعم الوكيل “ في معركة أحد ضد المشركين بعد تهويلهم بأن الكفار قظ جمع الجمع الغفير لقتالهم لكنهم تمسكوا بحبل الله و دعوا الله فنصرهم و جعل الكفار هم المغلوبين .
قد اتفق جمهور علماء المسلمين على أن كلمة ” حسبي الله و نعم الوكيل ” هي دعاء مؤكد و تمسك بقدرة الخالق عز وجل ، و فسروا هذه الكلمة جزءا جزءا فقالوا أن ” حسبي الله” من التحسب و الحسب بمعنى الكفاية فأن نقول من حسبنا بمعنى من يكفينا غير ، و “حسبي الله “تعني من كفيل بي غير الله و من سيكفيني من دون الله و هو إعتراف من العبد بقدرة الله تعالى وحده على نصرته على ظلامه و دفع الشر عنه و رد البلاء و الخطر .
أما ” نعم الوكيل ” فهي صيغة مدح و ثناء لله تعالى فمن أنعم و أفصل من سيتكل بنا من غير الله ، فهو خير و أعلى وكيل لعباده لأن من لجأ إلى الله نال مبتغاه و من توكل عليه كفاه و من أراد نصرة دعاه و هو أجل من يستحق الثناء . و لب القول أن مفهوم “حسبي الله و نعم الوكيل” أن المؤمن يستند إلى الله تعالى دون سواه و يلجأ إليه في إموره و يفوض ما يشغل باله له و أنه خير من يتوكل بعباده و أن قدرة أكبر و أعظم من أي مخلوق.
2- حقيقة حسبي الله و نعم الوكيل
لله تعالى 99 إسما على رأسها الوكيل فالرب عز و جل متوكل بعباده سواءا وكلوه أم لا ، فهو تعالى متكفل بخلقه و شؤونهم من أنبياء و عباد و مرضى و مظلومين …حسبي الله و نعم الوكيل هي لجوء لله تعالى و إعتراف صريح بسلطانه و قدرته و رجاء له بتحقيق الدعاء و إحتماء به من الأعداء و إدلاء بأنه هو خير الموكلين و أفضل الناصرين و بأن لا مخلوق يضاهي عظمته.
مفعول حسبي الله و نعم الوكيل يكون في كل جنبات حياة المؤمن فالله يحقق له الراحة النفسية و تحصل له الطمأنينة بأنه وكل رب العالمين و يأمن المسلم من القادم له لأنه على ثقة برب العباد .هذا الدعاء يلجأ له المظلوم إذا ظلم ، و المهموم إذا كثر كربه و زادت مصيبته ، و السقيم إذا إشتدت علته ، و المغلوب إذا خاف من أعداءه.
3- متى تقال حسبي الله و نعم الوكيل
من عجائب حسبي الله و نعم الوكيل أنها ليست مرتبطة بالمظلوم من قبل الأعداء و فقط بل إن ” حسبي الله و نعم الوكيل ” دعاء يقال عند المصائب و النكبات و عند كثرة الهم و الغم و عند أعسر المشاكل و في المرض الذي استصعب إيجاد دواء له و في الفقر و الحاجة و عند قلة الحيلة و في الإغتراب بين الأهل و عند خيانة الأحبة و الأصدقاء ، و يقولها من عليه دين و غلبه قضاؤه فهي رجوع لله و إكتفاء به و إحتساب بتدبيره للأمور و رضا بقضاءه .
من معجزات حسبي الله و نعم الوكيل أنه دعاء جالب للرزق و الخير و البركة و انه يزيل القلق و الخوف من نفس المؤمن و يزرع الطمأنينة و الأمان في روحه.
4- فضل حسبي الله و نعم الوكيل
- ” حسبي الله و نعم الوكيل ” من أفضل الأدعية التي وردت لأن يدعو بها العبد المؤمن فهي سبيل لتقريب الصلة بين الإنسان و الله عز وجل و هي من أحب الأدعية له تعالى و تعد دعاءا مستجابا لصاحبه بدليل من القرآن الكريم و السنة النبوية.
- الدعاء ب ” حسبي الله و نعم الوكيل ” تخلص المؤمن من ضيقه و فرجه و تطمئن باله و تفرغ قلبه مما يشغله ، فهي تأتي بحقه ممن ظلمه أو إفترى عليه أو كذب في شأن من الشؤون عليه .
- حسبي الله و نعم الوكيل تعلم المؤمن الثقة بالله تعالى و بحسن تدبيره و الإتكال عليه في كل أمور الحياة و تجعل العبد يرتاح لأنه على ثقة بأن حقه سيعود له عاجلا أن آجلا و بأن الله سينصره .
- ” حسبي الله و نعم الوكيل ” دافعة للبلاء و طاردة للشر و الهم و الغم ، مكسبة لرضا الرحمان ، فيها حمد لله و ثناء عليه و إعتراف بقدرته و باللجوء له و فقط.
5- فضل قول حسبي الله و نعم الوكيل 1000 مرة
تكفي كلمة ” حسبي الله و نعم الوكيل” المظلوم بأن ينال حقه من الله تعالى و المغلوب بأن ينصره عز و جل و المريض بأن يشفيه و الجائع بأن يطعمه و المديون بأن يقضي دينه و المهموم بأن يفرج عليه ، فهي دعاء مستجاب و مستحب من العبد المؤمن أن يكررها 1000 فهذا يقوي الصلة بينه و بين خالقه و يقربه منه و يغفر ذنوبه و يزيل القلق من نفس الإنسان و يجعله مطمئنا بشأن حقوقه و ما ستؤول له أيامه.
و مفعول حسبي الله و نعم الوكيل على قائلها تهدئة باله و محو القلق من واقعه و نزول الخيرات و البركات على أيامه و رضا الله عنه و تقريبه منه و هذا لأنه إلتجأ له وحده كما أنه العبد يكون في صون الله و حفظه و يكتفي سبحانه و تعالى بجميع اموره.