الكذب هو قول ما يعاكس الحقيقة أو إخفاؤها عن الشخص الآخر، كما هو أن تقول ما لا تفعل أو ما لا تشعر به. و هو من الصفات البذيئة التي يتعود عليها الفرد، يؤثر الكذب في العلاقات سلبا على الكاذب و على الآخرين و يزيد من سوء المواقف و حدتها.
“الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب”
أسباب الكذب
تختلف أسباب الكذب من شخص لآخر و من حالة لأخرى. هناك بعض الأطفال الذين يكذبون و يخترعون قصصا و هناك من يكذب للتهرب من أمر ما و هناك من هو مصاب بما يسمى بالكذب المرضي مما يجعل الشخص يكذب حتى من دون أسباب واضحة أو مقنعة باستمرار:
- اتخاذ الكذب كوسيلة دفاع بسبب الخوف من النتائج و محاولة التهرب.
- التفاخر و محاولة نيل إعجاب الناس فيكذب الشخص بأمور لا يملكها أو مغامرات لم تحدث من الأساس.
- الخجل من أمور حدثت و عدم تقبلها
- من أجل الحصول على مصالح معينة
- كسب ثقة الطرف الآخر
- الكذب للحصول على مصالح من الطرف الآخر و استغلاله
- الكذب لتجنب الوقوع في الإحراج أمام الآخرين
- تحسين الصورة الذاتية في نظر الآخرين
- الفكاهة و القاء النكت من أجل اضحاك الآخرين
- الكذب أمام أشخاص ذو قيم مثلى كي لا يشعر بالنقص
- تفادي الشجار مع الغير
- قد يسبب القلق و الإكتئاب الكذب لمحاولة تفادي المواجهات.
- الكذب من أجل جعل الآخرين يشعرون بتحسن
- الكذب بدون أسباب واضحة أي أنه قد اكتسب تلك العادة السيئة
- الكذب بسبب عدم تقبل الواقع و محاولة خلق عالم مختلف وهمي يعيش الشخص وفقه
- الكذب في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل رسم صورة مثالية للناس
- الكذب من أجل الترويح عن النفس
- قد يكذب الأطفال في بداية تعلمهم من الأولياء و ممن حولهم فيحاولون تقليدهم و لفت الإنتباه باختراع أمور لم تحدث و يميلون إلى المبالغة.
الكذب في العلاقات
يعد الكذب في العلاقات من الأمور الصعبة التي تمر بالثنائي و التي لا يمكن تجاهل آثاره السلبية التي تقتل كل جميل بينهما، حيث أن العلاقات تقوم على الثقة و أساس التعامل الحسن و من يحب لا يكذب بل يصدق القول مع الطرف الآخر كونه قريب إليه و لروحه. و رغم أن العلاقات تنتهي عادة بالإنفصال بسبب الكذب في الحب و الخداع و انعدام الشفافية إلا أن هناك بعض الأمور للتعامل مع الوضع.
- يتجاهل الكثيرون كذب الطرف الآخر و يتظاهرون بعدم اكتشاف كذب الآخر، إنما من الأحسن مواجهة الآخر و بدل لومه علينا باخباره بالأثر الذي تركه الكذب في نفسه و كيف أذاه الأمر. هذا سيسهل بدأ حوار بناء من كلا الطرفين.
- الصراحة و الأسئلة المباشرة فالمراوغة لا تفيد فلذلك يجب طرح أسئلة و عدم الإكثار منها لتفادي المزيد من الكذب
- عدم أخذ قرار نهائي إلى أن ترى النتائج و إن كان هناك تغيير من الطرف الآخر
- الإنصات للآخر مهم و يجعله يشعر بأهميته و يدرك أنك تحاول لجعل وضعه أفضل و أنك لا تلومه و تشعره بالذنب فحسب.
- عدم محاولة ايجاد الأعذار دون لوم الآخر يجب أن يحل المشكل بالحوار و التفاهم و عدم ايجاد الأعذار و تأخيره كي لا يتفاقم الأمر و تتراكم الكذبات.
طرق للتعامل مع الكذب
- محاولة عدم فقدان الأعصاب و تحملهم
- محاولة فهم الأسباب و التعاطف معهم
- تعزيز ثقتهم بنفسهم و إشعارهم بالأمان
- عدم الإكثار من الأسئلة لتفادي تماديهم في الكذب
- عدم أخذ الوضع على مستوى شخصي
- توقع الإنكار من الكاذب و عدم إعترافه
- محاولة المساعدة و مصارحتهم بمعرفتك الحقيقة و أنك لست غاضبا عليهم و أنك بجانبهم لتخطي الصعوبات.
- عدم توبيخ الشخص و عدم أخذ دور الضحية بل التعامل مع المشكل بنضج و ثبات
- اللجوء الى استشاري نفسي ان وجدت صعوبات للتغلب على المشكلة معا
- الإبتعاد عن الكاذب في حال ما لم يبدي أي رغبة في التغير أو التحسن
للتخلص من عادة الكذب
- محاولة فهم الأسباب لقدرة التعامل معها و التقليل من العادة السيئة
- التعهد بينه و بين نفسه للتخلص من هذه العادة السيئة
- تقوية الوازع الديني و العلاقة مع الله و الصدق معه و مع الناس
- التقرب من أصدقاء ايجابيين
- عدم محاولة نيل إعجاب أي شخص فمن يحبك يحبك كما أنت لا لما تملك أو ما لست عليه حقا
- زيادة الثقة بالنفس و اجتناب الأشخاص السلبيين
- محاولة التطوير من الذات
- اللجوء الى أخصائي نفسي للتغلب على المشكلة
- بالنسبة للأطفال تعليم الاطفال قيمة الصدق و مكافئتهم و اشعارهم بالأمان كي لا يخافوا من العقاب عند قول الحقيقة.
يصعب معرفة ما علينا فعله غالبا عند تعرضنا للكذب و الخداع، خاصة من طرف أقرب الناس و هذا يسبب مشاكلا و إضطرابا في العلاقة، و رغم أن هناك العديد من الطرق للتعامل مع ذلك إلا أن زيادة الأمر عن حده أو تخطيه للمعقول و الحلول الممكنة لا يجد الشخص الا الانفصال و مواصلة الطريق وحده و محاولة نسيان الشخص الذي احببناه و لكنه لم يكن أهلا للثقة.