قد يجد الكثير منا نفسه في علاقة سامة تأخذ منه أكثر مما تعطيه، و عادة ما يصعب إنهاؤها بسبب الخوف و التردد و التعلق بالشخص الآخر، أو نجد أن بعد الفراق بسبب ظروف الحياة أو وفاة الشخص الآخر أنه قد صعب علينا المواصلة أو البدء من جديد بسبب التعلق الشديد بالطرف الآخر و التعود عليه. يجب الإشارة أن التعلق المرضي ضار و هو لا يعني بالضرورة الحب فيمكن أن نواصل حب شخص ما حتى و إن لم نكن معه و لكن التعلق داء ضرره يعود على الشخص المتعلق و الشخص المتعلق به. و لهذا فعلى الشخص الاعتدال في مشاعره و ألا يتعلق بأي شئ لأنه زائل لا محالة.
ما هو التعلق الطبيعي
يرى المستشارون النفسيون أن التعلق العاطفي الطبيعي هو عامل أساسي في الحب، و أنه علاقة إجتماعية طبيعية كتعلق الأفراد في محيط العائلة و الأصدقاء و الأحبة و أنه نتيجة للدور المهم الذي يلعبه كل فرد في حياة الآخر فهم يكنّون الحب و الحماية المتبادلة والسوية دون أي ضرر نفسي.
ما هو التعلق المرضي
التعلق العاطفي المرضي، هو حالة عاطفية تعود لأسباب نفسية من الصغر أو من التجارب العاطفية غير الموفقة، و يكون التعلق المرضي بالزوج او بأحد الأصدقاء أو و أحيانا حتى بالأشياء و العادات اليومية. قد يكون التعلق العاطفي المرضي أثناء العلاقة أين يقدم أحد الطرفين أكثر مما يحصل عليه أو بعد الفراق أين لا يستطيع أحدهما مواصلة الطريق بنفسه فيفقد نفسه و شخصيته و لا يرى لحياته معنى من شدة تعلقه.
أسباب التعلق المرضي
نتعلق بالآخرين حين نحبهم و نتعود على وجودهم كما نحب أنفسنا معهم و نتعود على الشعور بالحب و الطمأنينة وهم حولنا، إلا أن الحب قد يكون دون أن نتعلق بشخص ما فلنا مساحتنا الشخصية و لهم مساحتهم التي يجب أن نحترمها. ثم أن التعلق متعب عند الإنفصال فالكثير من الأشخاص يجدون صعوبة في مواصلة حياتهم بعد وفاة أو مغادرة شخص قد تعلقوا به كثيرا. و من بين الأسباب أيضا:
- الذكريات التي يصنعها الفرد معهم مما يزيد من مشاعره اتجاههم و من تعلقه.
- قد يغطي أيضا وجودهم النقص الذي لديه و الذي عوض وجودهم الشعور به.
- فقدان شخص ما في الصغر قد يسبب صدمة نفسية عند الفرد تجعله يريد إمتلاك الناس كي لا يفقدهم
- ترك مسؤولية سعادته على الآخرين و عدم إدراك أن سعادته الحقيقة على عاتقه و ليس لها علاقة بالآخرين
- نقص الثقة بالنفس
- الخوف من البقاء وحيدا و عدم تقبل البقاء مع نفسه.
- عدم الإعتماد على النفس في أمور الحياة
علامات التعلق المرضي
- عدم القدرة على البقاء وحيدا
- عدم احترام الذات و تقديرها
- الاعتماد العاطفي الكلي على الطرف الآخر كانتظاره لتلبية حاجياتك و مواساتك و الوجود دائما معك
- تلبية حاجيات الطرف الآخر باستمرار و الاهتمام به بشكل مبالغ فيه
- الخوف و القلق المستمرين من فقدان أو ابتعاد الشخص
- عدم القدرة على الإعتماد على النفس
- ترك الإهتمامات الشخصية و الإنسياب خلف الآخر
- التفكير المستمر بالطرف الآخر
- عدم القدرة على الإبتعاد عن الشخص الآخر أو نسيانه
- مراقبته بإستمرار
- الغيرة المستمرة
- الابتعاد عن العائلة و الاصدقاء و إرادة البقاء معه فقط
- عدم القدرة على تخيل الحياة بدونه
كيف نتحرر من التعلق المرضي
- مواجهة الأمر و تقبله، حيث أن إدراك أن التعلق مشكلة و أن الأثر يسبب حزنا لك سيسهل إيجاد الحل.
- فهم السبب و البحث في أعماق النفس لتحديد السبب للتحرر من التعلق
- تقبل عدم وجود ذلك الشخص في حياتك
- حب الذات و الإهتمام بها و تقبلها
- الإنشغال بتطوير الذات و العمل
- ممارسة الرياضة و اتباع نمط حياة صحي
- التواصل مع الأصدقاء و الناس الإيجابية
- ممارسة الهوايات
- الإشتراك في أعمال تطوعية لمساعدة الآخرين
- عدم التواصل معه أو انتظار اتصالاته
- عدم زيارة أماكن تواجده
- ازالته من اللاوعي الخاص بك و إعادة برمجته بعادات جيدة أخرى
- إستبدل أفكارك السلبية بأخرى إيجابية
- مارس تمارين الإسترخاء و اليوغا
- إكتشف العالم من جديد و ابحث عن شغفك الحقيقي
- سافر و تعرف على اناس جدد
- التعلق و التمسك بالله و تجديد الطاقة الروحانية
- أحبّ وحدتك و إستقلاليتك
- لا تبدأ علاقة جديدة إلى أن تستقل بنفسك ولا تحاول نسيان شخص بشخص آخر
- محاولة صنع ذكريات جديدة تغنيك عن تذكر الذكريات القديمة بإستمرار
- الإستعانة باستشاري نفسي إن لزم الأمر
- تقبل أن هذا سيأخذ وقتا فيجب إعطاء نفسك الوقت للتشافي.
على الشخص أن يحاول حب غيره من دون تعلق شديد و أن يعبر لهم دائما عن حبه بإعتدال، كما يجب أن يقدر نفسه و يعطيها قيمتها و يبحث عن سبل لإسعاد النفس كي يستطيع إسعاد الآخرين و أن يعمل دائما على تطوير ذاته و إشغالها بما يفيده كما يجب ان يتقبل أنه في مرحلة إعادة بناء، فعليه بالصبر و الهدوء و مواصلة الطريق.